بنود الموقع
عضوية الموقع

احصائيات الموقع

عدد الزوار   
2514
عدد الصفحات   
56
عدد الزيارات   
815655


جديد الموقع: الفاضحة !!
جديد الموقع: عجبا رأيت !!
جديد الموقع: سَذاجَةُ فراشَة
جديد الموقع: عبرة لأولي النُّهى

مقالات

زحْف الإسلام من مكة إلى الشام -1

.
نشر بتاريخ السبت, 02 شباط/فبراير 2013 02:10

 

1- البُعْد التشريعي                      2- البُعد العسكري

 

1- البُعْد التشريعي

 

         لم تكن بلاد الشام بعيدة عن الذاكرة الإسلامية حتى في الأيام الأولى، في مكة المكرمة، مطلع البعثة المحمدية، فقد نزل جبريل ـ عليه السلام ـ بوحي يذكر بلاد الشام ذكرا يثير الاهتمام بتلك البقعة المباركة ويشد أنظار الصحابة الكرام إليها، ولا تخفى أسرار هذا الوحي على علماء الصحابة وكبارهم، مما جعل التوجه إلى بلاد الشام من باكورة اهتماماتهم، وأما النصوص الشرعية فمنها:

 

• ذُكرت بلاد الشام، أو الأرض المباركة في خمس آيات من القرآن الكريم هي:

 

1- سورة الأنبياء/ 71: قال تعالى في نجاة إبراهيم ولوط: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ).

        وقد ذكر الطبري رواية عن ابن إسحاق أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ نزل بفلسطين، ولوطاً ـ عليه السلام ـ بالمؤتفكة وبينهما مسيرة يوم وليلة، ثم قال الطبري: لا خلاف بين جميع أهل العلم أن هجرة إبراهيم من العراق كانت إلى بلاد الشام، وبها كان مقامه أيام حياته. وهو قول ابن كثير، والقرطبي، والشوكاني، والزمخشري. وهو مروي عن قتادة، وأبي العالية، والسدّي، وابن إسحاق، وابن جريج، و وهْب، وأبي بن كعب، والحسن. قال ابن تيمية: فخيار أهل الأرض في آخر الزمان ألزمهم مهاجر إبراهيم ـ عليه السلامـ وهجرة إبراهيم كانت إلى بلاد الشام.

 

2- سورة الأنبياء/81: ذكر سبحانه ما خص به سليمان ـ عليه السلام ـ من نعمه فقال: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ).

        والأرض هنا: الشام؛ في قول الطبري، والقرطبي، وابن تيمية، وابن كثير. وقال الرازي: بيت المقدس.

 

3- سورة سبأ/ 18: قال تعالى في أهل سبأ: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً).

        والقرى التي بارك الله فيها في هذه الآية هي: الشام في قول: القرطبي، والطبري، والزمخشري، وابن كثير حيث رواه عن مجاهد والحسن وسعيد بن جبير ومالك وقتادة والضحاك والسُّدي وابن زيد وغيرهم.

 

4- سورة الأعراف/ 137: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ).

          قال القرطبي: الظاهر أنهم ورثوا أرض القبط، فالأرض: هي أرض الشام ومصر. ومشارقها ومغاربها: جهات الشرق والغرب بها، ورواه عن الحسن وقتادة وغيرهما. وقال الزمخشري: أرض مصر والشام، ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة، وتصرفوا كيف شاؤوا في أطرافها ونواحيها الشرقية والغربية.

          إلا أنني أميل إلى رأي الطبري حيث قال: إنها الشام ؛ لأن الله بارك فيها. وفسّر الطبري قوله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى): بالنصر على فرعون ووراثة أرضه. وأما الكلمة المذكورة في الآية، والتي تمت على بني إسرائيل فهي قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ). وهذا قول ابن تيمية أيضاً. وقد رجّحت مقولة الطبري ؛ لأن الأرض التي بارك الله فيها معلوم أنها الشام، كما ذكرت سابقاً ؛ ولأن المعروف والمتفق عليه أن استقرار بني إسرائيل إنما كان في الشام كذلك.

5- سورة الإسراء/ 1: قال سبحانه وتعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه).

           ومعلوم أن الإسراء كان من مكة ؛ أرض المسجد الحرام، إلى المسجد الأقصى. حيث صلى فيه رسول العالمين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأنبياء إماماً، ثم عُرج به إلى السماء.

و (باركنا حوله): قال ابن تيمية: )حوله): أرض الشام.

وإن أول ما يلفت النظر في فضيلة المسجد الأقصى هو إسراء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه في الليلة التي عرج به فيها إلى السماء، وهو الوارد في قوله تعالى: )سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) الإسراء: 1.

 

• وكذلك حديث الإسراء والمعراج المشهور: عن أنس أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " أُتيتُ بالبراق - وهو دابة أبيضُ طويل، فوق الحمار، ودون البغل - يضع حافِرَه عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيتُ بيتَ المقدس، قال: فربطته بالحلقةِ التي يَرْبِطُ بها الأنبياء، قال: ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل بإناء من الخمر وإناء من اللبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفِطرة، قال: ثم عرج بنا إِلى السماء".

        وكذلك لمزيد من لفت النظر إلى بلاد الشام وردت أحاديث في فضل أربعة مساجد اثنان منها في الشام، فقد ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال عن الدجال: " لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والمسجد الأقصى، والطور".

              ومما سبق نلاحظ أنه لم يرد لفظ: فلسطين في الآيات الكريمة. كما لم يرد لفظ: بلاد الشام. وإنما ذكرت بقعة من الأرض موصوفة بأنها: مباركة، ومقدسة. والذي ذكر في القرآن بالاسم هو: المسجد الأقصى. ووصف بأنه مبارك مع ما حوله. والذي أعلمنا أن الأرض المباركة هي: بلاد الشام بشكل عام، وبوجه أخص: فلسطين والقدس هو السنّة النّبويّة، حيث أكدت على فضيلة هذه البلاد وشوقت الصحابة إليها، ومعلوم أن السنة تُفصّل ما أجمله القرآن، وتُبيّن مُبْهَمه. ومما ورد في السنّة في فضل هذه الأرض:

 

• عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "طوبى للشام، فقلت: لم ذلك يا رسول الله ؟ قال: لأن الملائكة باسطة أجنحتها عليها".

• وعن عبد الله بن حوالة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "سيصير الأمر إلى أن تكونون جنوداً مجندة: جند بالشام وجند بالعراق، فقلت: خِرْ لي يا رسول الله إن أدركتُ ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله في أرضه، ويجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله".

• وعن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - قال - وهو يخطب -: سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "لا تزال من أمتي أمَّة قائمة بأمر الله لا يضرهم مَن خَذَلهم ولا مَن خالَفَهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك".

         قال ابن يُخامِر: سمعت معاذا يقول: هم أهل الشام - أو بالشام - فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع معاذا يقول: وهم بالشام".

• وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعُمد به إلى الشام. ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام".

          وغير هذا كثير، وأكتفي هنا بما ذكرت من فضائل بلاد الشام على العموم

            ومن المجمع عليه أن الفائز بأعلى درجات البركة والتقديس من هذه البلاد هو المسجد الأقصى، حيث جعله الله مركزاً للأرض المباركة المقدسة من حوله عندما قال: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

• ولهذا قال ابن تيمية: الأرض المباركة: حول المسجد الأقصى من بلاد الشام، الأقرب فالأقرب. والمسجد الأقصى إسلامي من أقدم العصور، إذ هو ثاني بيت وضع للعبادة على هذا الكوكب، بعد الكعبة التي رفع قواعدها إبراهيم ـ عليه السلام ـ. عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أول بيت وضع في الأرض ؟ فقال: "المسجد الحرام. قلت: ثم أي ؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما ؟ قال: أربعون عاماً ".

• وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: عن رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "أَن سليمان لما بَنى بيتَ المقدس سأل الله عز وجلَّ خِلالا ثلاثة: سأل الله عزَّ وجلَّ حُكْما يُصادِفُ حكمه، فأُوتيه، وسأل الله عز وجل مُلْكا لا ينبغي لأحد من بعدِهِ، فأُوتيه، وسأل الله عز وجلّ - حين فرغ من بناء المسجد - أن لا يأتِيَهُ أحد لا يَنْهَزُه إِلا الصلاةُ فيه: أن يُخرِجَه من خطيئته كيومَ ولدته أُمُّه".

         وفي الخطوة التالية أكّد هذا التوجه بجعل بيت المقدس قبلة للمسلمين، حيث توجه إليه رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلاته مطلع هجرته إلى المدينة، طيلة ستة عشر شهراً من مقدمه المدينة، أو سبعة عشر شهراً، قبل وقعة بدر بشهرين. وهذا مروي عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ حيث قال: "إنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أوَّلَ ما قدِمَ المدينة نزَل على أجدادِه - أو قال: أَخوالِه - من الأنصارِ، وأنَّهُ صلَّى قِبَلَ بَيْتِ المقدِسِ ستَّةَ عَشرَ شهرا، أو سبعةَ عشر شَهرا، وكان يُعجِبُهُ أن تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البيتِ، وَأَنَّهُ صلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى معه، فمرَّ عَلى أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهدُ باللَّهِ لقد صلَّيتُ مع رسولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قِبَلَ الكعبةِ، فدارُوا - كما هُم قِبلَ البيت - وكانت اليهودُ قد أعجَبَهُم ; إذ كان يُصلِّي قِبَلَ بيت المقدس، وأهلُ الكتابِ، فلمَّا ولَّى وجهَه قبلَ البيتِ، أَنْكَرُوا ذلك".

         وفي تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة قال تعالى: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام.

 

في المقالة الثانية بإذن الله نتحدث عن الزحف العسكري إلى بلاد الشام

أضف تعليق

نص اتفاقية التعليق


كود امني
تحديث



المرئيات

الصوتيات

ألبوم الصور

تداعت عليكم الأمم