بنود الموقع
عضوية الموقع

احصائيات الموقع

عدد الزوار   
2500
عدد الصفحات   
56
عدد الزيارات   
813300


جديد الموقع: الفاضحة !!
جديد الموقع: عجبا رأيت !!
جديد الموقع: سَذاجَةُ فراشَة
جديد الموقع: عبرة لأولي النُّهى

مقالات

اسم مدينة القدس

.
نشر بتاريخ الإثنين, 11 آذار/مارس 2013 00:37

 

مدينة القدس ـ بما حباها الله من خصوصية من بعث الأنبياء فيها، وهجرتهم إليهاـ اتفقت الديانات السماوية على قداستها، وبسبب هذه القداسة عند الشعوب والأمم حصل التنافس عليها بينهم.

 

عُرفت مدينة القدس عبر التاريخ بأسماء عدة من أقدمها: ما أطلقه الكنعانيون عليها: (أوروساليمUrusalim)، أو: أورسالم، أو: أُورْسُلَيْمٌ؛ بمعنى: مدينة السلام، أو دار السلام. وهو اسم عربي كنعاني، عُرفت به المدينة قبل وصول يعقوب (إسرائيل)u إليها، وحرّفه العبريون ليتناسب مع لغتهم فقالوا: أُورْشَلِيم، كقولهم عن بِئْرِ السَّبْعِ: (بِيرْشِيبَعْ)([1]).

والغريب هنا أن بعض كتب معاجم البلدان وغيرها([2]) تعكس هذه المسألة! فتذكر أقوالا بأن الاسم عبري تُعرّبه العرب! وهكذا صار العبري أصلا، والعربي تابعا، وهذا أمر فيه ما فيه من جدل في أيامنا، إذ لا يخفى ما نشهده من صراع مرير على أرض فلسطين.

ويبدو لي بأن ما ذكرته أولا هو الصحيح الذي لا مناص منه؛ وهذا ما يشهد له القرآن الكريم والتاريخ والتوراة.

ففي القرآن: قال سبحانه: )يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ(([3]). فبين سبحانه أنهم ليسوا من أهلها الأصليين، وأن العرب هم السابقون إليها المقيمون فيها، وستتضح هذه الآية أكثر فيما سيأتي في البحث.

وكذلك من حيث التاريخ؛ فمعلوم ما ذكره سبحان من قدوم بني إسرائيل إلى هذه الأرض من خارجها.

وأما التوراة فتذكر هذا بجلاء ـ بحمد الله ـ وكما يقولون من فمك أدينك! وإليك هذه الاقتباسات من توارتهم:

"أَمَّا الْيَبُوسِيُّونَ الْمُقِيمُونَ فِي أُورُشَلِيمَ فَلَمْ يَتَمَكَّنْ أَبْنَاءُ يَهُوذَا مِنْ طَرْدِهِمْ، فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ"([4]).

"وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَلِكٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ رَجُلٌ لاَوِيٌّ مُتَغَرِّباً فَاتَّخَذَ لَهُ مَحْظِيَّةً مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا. وَلَكِنَّهَا غَضِبَتْ مِنْهُ فَلَجَأَتْ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا ... أَخَذَ زَوْجُهَا خَادِمَهُ وَحِمَارَيْنِ وَتَوَجَّهَ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا لِيَسْتَرْضِيَهَا ...ثُمَّ هَبَّ الرَّجُلُ لِلارْتِحَالِ هُوَ وَمَحْظِيَّتُهُ... وَانْطَلَقُوا جَمِيعاً حَتَّى جَاءُوا إِلَى مُقَابِلِ يَبُوسَ الَّتِي هِيَ أُورُشَلِيمُ ...قَالَ الْخَادِمُ لِسَيِّدِهِ: تَعَالَ نَدْخُلُ إِلَى مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ وَنَقْضِي لَيْلَتَنَا فِيهَا. فَأَجَابَهُ سَيِّدُهُ: لا، لَنْ نَدْخُلَ مَدِينَةً غَرِيبَةً لاَ يُقِيمُ فِيهَا إِسْرَائِيلِيٌّ وَاحِدٌ، بَلْ لِنَعْبُرْ إِلَى...جِبْعَةَ بَنْيَامِينَ"([5]).

واضح من هذه النصوص التوراتية بأن يبوس (أورشليم) لليبوسيين وهي مدينتهم. وقد ورد ذكر العرب اليبوسيين في التوراة على أنهم من ولد كنعان الذي عدّته التوراة ابنا لحام بن سام بن نوحu ـ حسب زعمهم ـ وفي هذا يقول النص التوراتي: "وَأَنْجَبَ كَنْعَانُ صِيدُونَ ابْنَهُ الْبِكْرَ ثُمَّ حِثّا، وَمِنْهُ تَحَدَّرَتْ قَبَائِلُ الْيَبُوسِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ... وَبَعْدَ ذَلِكَ انْتَشَرَتِ الْقَبَائِلُ الْكَنْعَانِيَّةُ... كَانَ هَؤُلاَءِ هُمُ الْمُنْحَدِرُونَ مِنْ حَامٍ"([6]). وذكرتهم التوراة باسم فلسطينيين كذلك: "وَيْلٌ لَكُمْ يَا أَهْلَ سَاحِلِ الْبَحْرِ... يَاسُكَّانَ كَنْعَانَ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. سَأُدَمِّرُكِ حَتَّى لاَ يَبْقَى فِيكِ مُقِيمٌ"([7]).

ومتابعة لأسماء القدس أقول سميت أيضا إيلياء وبيت المقدس، وهي مدينة قديمة جليلة على جبل يصعد إليها من كل جانب، وهي طويلة من المغرب إلى المشرق([8]).

وقد فتحت هذه المدينة في عهد الخليفة الثاني، عمرt سنة 15هـ. وقيل: 16هـ، بعد طول محاصرة([9]).

احتلها اليهود عام 1967م كما هو معلوم، وهي ما يُسمى في أيامنا بالقدس الشرقية، أو القديمة، أو القدس التاريخية.

وفي اللغة: القُدُس والقُدْس: بضم الدال وسكونها اسم ومصدر، ومنه قيل للجنَّة: حَظِيرة القُدْس. والتَقْدِيس: التَّطْهِير والتَّبْريك، وتَقَدَّس: أَي تطهَّر. وهذا المعنى اللغوي وارد في القرآن الكريم، في قوله تعالى على لسان الملائكة: )ونحن نُسَبِّحُ بحمدك ونُقَدِّس لك(، وكذلك جاء في السنة المطهرة، فعن أبي سعيد الخدريt عن رسول اللهr: لَا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لَا يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ([10]).

وعلى هذا الأساس سميت القدس قديما: بيت المَقْدِس: أَي البيت المُطَّهَّر المبارك،وبمعنى آخر: المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب. ويقال لمن سكن بيت المقدس: مَقْدِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ([11]).

إلا أن كلمة: مقدس ومطهر، أقرب إلى الألفاظ الشرعية؛ لأن من كان بغير شرع سماوي لا يعرف معنى للتقديس! وهذا ما جعل ابن فارس يظن بهذه الكلمة بأنها من الكلام الشرعي الإسلامي([12]).

وقد جاءت مادة: (قدس) في القرآن الكريم بأوزان عدة، لا تخرج في مجملها عن الطهر والتنزيه، ومن ذلك: )القُدّوس(: اسم من أسمائه سبحانه، بمعنى: الطاهر المنزَّه عن العُيوب. وفُعّول: من أبْنِية المبالغة، وقد تكرر هذا الاسم في القرآن الكريم ومنه: )قل نزله روح القدس(: يعنى به جبريل من حيث إنه ينزل بالقدس من الله؛ أي بما يطهر به نفوسنا من القرآن والحكمة والفيض الإلهي.

والبيت المقدس: هو المطهر من نجاسة الشرك، وكذلك الأرض المقدسة، قال تعالى: )يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ(([13]).

وقد تكرر ذكر التقديس في الحديث بمعنى التطهير، ومنه: "إن رُوحَ القُدُس نَفَث في رُوعي"([14]): يعني جبريلu؛ لأنه خُلِق من طَهارة([15]). ومنه الحديث السابق في المعنى اللغوي. وبالتالي لا أرى اختلافا في المشهور من معنى: (قدس) بين المعنى اللغوي والشرعي.

 

 

أضف تعليق

نص اتفاقية التعليق


كود امني
تحديث



المرئيات

الصوتيات

ألبوم الصور

تداعت عليكم الأمم