بنود الموقع
عضوية الموقع

احصائيات الموقع

عدد الزوار   
2500
عدد الصفحات   
56
عدد الزيارات   
813345


جديد الموقع: الفاضحة !!
جديد الموقع: عجبا رأيت !!
جديد الموقع: سَذاجَةُ فراشَة
جديد الموقع: عبرة لأولي النُّهى

مقالات

الدرس الثاني لآدم.. الاعتذار

الدرس الثاني لآدم.. الاعتذار

لا يصلح أمر الناس الخطائين بغير الاعتذار.. خلق الله آدم عليه السلام ليُسكنه الأرض، فعلمه ما لا بدّ منه فيها، فكان أول ما علمه الأسماء؛ ليعرف كيف يُعبر عن نفسه وغيره، قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31].

وكانت المعلومة الثانية الاعتذار، ليعلم الإنسان كيف يصلح ما أفسد، فيجمع ولا يفرق، ويتواضع فلا يتكبر، وليعلم أنه مركب ناقص لابد أن يخطئ، إلا أن العيب في ملازمة الخطأ والإصرار عليه!!

 

فقه الموازنات بين النظرية والتطبيق

فقه المُوازنات بين النظرية والتطبيق

     كثُر المتحدثون في فقه الموازنات، وأريد أن ألخّصه باختصار في هذه الأسطر لعلنا نُحرر محل النزاع فيه:

فقه الموازنات مبني على أمرين:

1- تحصيل خير الخيرين.

2- دفع شر الشرين

 

هام للمتطرفين: إقامة الحدود بين النظرية والتطبيق

 هام للمتطرفين: إقامة الحدود بين النظرية والتطبيق

      لا أدري لماذا يحرص بعض المتطرفين على إقامة الحدود والجرأة فيها، مع أنهم لا يشكلون دولة، وليسوا جماعة المسلمين، فإقامة الحدود ليست من أعمالهم ولا من واجباتهم. وليتهم علموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم رغب بالتعافي في الحدود قبل أن تصل للحاكم ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب»(حسنه الألباني) .

       والملاحظ الحرص على إقامة الحد بأدنى شبهة، على عكس الشريعة الإسلامية التي تدرأ الحدود بأدنى شبهة ، بل وتُعرّض للمعترف بحد لعله يُغير رأيه واعترافه لتدرأ عنه الحد، فقد قال الإمام أحمد: لا بأس بتلقين السارق ليرجع عن إقراره؛ لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للمقر بالسرقة: «ما إخالك سرقت»(أحمد وأبو داوود والنسائي). وروي عن عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنه أتي برجل فقال: أسرقت؟ قل: لا، فقال: لا، فتركه.

     وعن الصحابي الجليل أبى الدرداء رضي الله عنه: " أنه أتى بجارية سوداء سرقت، فقال لها: سرقت؟ قولي: لا، فقالت: لا، فخلى سبيلها ".

     وقد روي عبد الرزاق عَنْ ابْنِ جُرَيْجِ قَالَ: سَمِعْتُ عَطاءَ يَقُولُ: كَانَ مَنْ مَضَى يُؤْتَى أَحَدُهُمْ بِالسَّارِقِ فَيَقُول: أَسَرَقْتَ؟ قُلْ: لَا، أسرقت؟ قل: لا . عِلْمِي أَنَّهُ سَمَّى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ.

وفي إكمال المعلم بفوائد مسلم قال: وقد روى التلقين في الحدود والإقرارات عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والخلفاء، وأجازه أئمة العلماء .

    قال الشوكاني: وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ تَلْقِينُ مَا يُسْقِطُ الْحَدَّ. وقال الطيبي: وبهذا الحديث يستشهد على أن للإمام أن يعرض للسارق بالرجوع.

     وقال في تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة: وبهذا الحديث يستشهد على أن للإمام أن يعرض للسارق بالرجوع، وأنه إن يرجع بعد الاعتراف قُبل لإسقاط الحد ،كما في الزنا، وهو أصح القولين المحكيين عن الشافعي.

     وقَال النَّوَوِيُّ: أَنَّ مَنْ أَقَرَّ لَدَى الْحَاكِمِ ابْتِدَاءً، أَوْ بَعْدَ دَعْوَى بِمَا يَسْتَوْجِبُ عُقُوبَةً لِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى، كَالزِّنَى وَالسَّرِقَةِ، فَإِنَّ لِلْحَاكِمِ أَنْ يَعْرِضَ لَهُ بِالرُّجُوعِ عَنِ الإْقْرَارِ.أ.هـ .

وأقول: في الحقيقة العقوبات في الإسلام مبنية على الزجر والردع، وليس الحقد ولانتقام!!

والعقوبات شرعت لهدفين رئيسيين:

1- تؤمن الجماعة من سطوة المجرم.

2- تردع المجرم لئلا يكرر أجرامه أو يتمادى فيه.

     والمعترف ما جره إلى القضاء شكوى ضده!! فالجماعة لم تشعر باضطراب الأمن. وإنما جره الندم على خطيئة فوضع نفسه تحت تصرف الشرع ليُقتل شرّ قتلة على مرأى من الناس.. ومثل هذا لا يحتاج إلى ردع.. وبالتالي لا داعي لقتله أو تقطيع جسده..

ما أجمل الإسلام وما أرحمه، وما أكثر من يُسيء فهمه

لمحة عن فلسفة القتال في الإسلام

لمحة عن فلسفة القتال في الاسلام

      الإسلام من خلال مصادره فهّمَنا عداوة الكيانات الأخرى كاليهود والنصارى للمسلمين وحقدهم علينا، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120] وكانت النصوص تفيد وسمهم بهذا كصفة ملاصقة لكيانهم في كل زمان ومكان. وكلمة (كيان) أقصد أن الإسلام ينظر إليهم ككتلة منظمة سياسية لها أهدافها ومبادئها، وهي التي تدير المعركة مع الأطراف الأخرى. أما الأفراد فلم يلفت الإسلام النظر إليهم بهذه الصورة وإنما أمرنا ببرهم والعدل معهم ما لم ينضموا للكيان بأهدافه المعهودة. قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 82، 83]. وقال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الممتحنة: 8].

      ومع هذا لا يعدّ الإسلام المعركة قائمة أو مفروضة على الآخرين لأنهم غير مسلمين! فهذه حرية ضمنها الإسلام وإنما يعلن القتال بناء على ردّ العدوان، وضمان حرية العبادة للجميع!

     قال تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256]. وقال: وقال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99]

    فيفهم من هذا أن الدين محرك وموجه ومحرض لدى الجميع من مسلمين وغير مسلمين! ولكن المعتدي هو الذي يتسبب بنشوب الحرب!

      قال تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [البقرة: 194]. وقال: { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة: 190]

      الدين يعطينا تصورات عن أمم تعيش معنا لا لاستباحتها وإنما للحذر منها وفهمها! ومعرفة طريقة التعامل معها. قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]

     وبالتالي عندما تنشب أي حرب يستغل كل الأطراف الجانب الديني لكونه كما أسلفت المحرك والمحرض والمشير إلى ما تكنه القلوب.

      وهنا سجل التاريخ عدل المسلمين وقدرتهم على التعامل والعدل مع من يكرهون دينه بينما لم يسجل عدل الآخرين مع المسلمين.

      وأما ما نراه من تحالفات في هذه الأيام وغيرها فمن الطبيعي أن التحالفات والمحاور تقوم بناء على ما يريح النفس والقلب وبناء على العدو المشترك، وإن فرضت أحيانا المصالح ـ لفترة صعبة ـ تحالفات أخرى.

لمحة عن فلسفة القتال في الإسلام

لمحة عن فلسفة القتال في الاسلام

      الإسلام من خلال مصادره فهّمَنا عداوة الكيانات الأخرى كاليهود والنصارى للمسلمين وحقدهم علينا، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120] وكانت النصوص تفيد وسمهم بهذا كصفة ملاصقة لكيانهم في كل زمان ومكان. وكلمة (كيان) أقصد أن الإسلام ينظر إليهم ككتلة منظمة سياسية لها أهدافها ومبادئها، وهي التي تدير المعركة مع الأطراف الأخرى. أما الأفراد فلم يلفت الإسلام النظر إليهم بهذه الصورة وإنما أمرنا ببرهم والعدل معهم ما لم ينضموا للكيان بأهدافه المعهودة. قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 82، 83]. وقال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الممتحنة: 8].

      ومع هذا لا يعدّ الإسلام المعركة قائمة أو مفروضة على الآخرين لأنهم غير مسلمين! فهذه حرية ضمنها الإسلام وإنما يعلن القتال بناء على ردّ العدوان، وضمان حرية العبادة للجميع!

     قال تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256]. وقال: وقال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99]

    فيفهم من هذا أن الدين محرك وموجه ومحرض لدى الجميع من مسلمين وغير مسلمين! ولكن المعتدي هو الذي يتسبب بنشوب الحرب!

      قال تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [البقرة: 194]. وقال: { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة: 190]

      الدين يعطينا تصورات عن أمم تعيش معنا لا لاستباحتها وإنما للحذر منها وفهمها! ومعرفة طريقة التعامل معها. قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]

     وبالتالي عندما تنشب أي حرب يستغل كل الأطراف الجانب الديني لكونه كما أسلفت المحرك والمحرض والمشير إلى ما تكنه القلوب.

      وهنا سجل التاريخ عدل المسلمين وقدرتهم على التعامل والعدل مع من يكرهون دينه بينما لم يسجل عدل الآخرين مع المسلمين.

      وأما ما نراه من تحالفات في هذه الأيام وغيرها فمن الطبيعي أن التحالفات والمحاور تقوم بناء على ما يريح النفس والقلب وبناء على العدو المشترك، وإن فرضت أحيانا المصالح ـ لفترة صعبة ـ تحالفات أخرى.

لمحة عن فلسفة القتال في الإسلام

لمحة عن فلسفة القتال في الاسلام

      الإسلام من خلال مصادره فهّمَنا عداوة الكيانات الأخرى كاليهود والنصارى للمسلمين وحقدهم علينا، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120] وكانت النصوص تفيد وسمهم بهذا كصفة ملاصقة لكيانهم في كل زمان ومكان. وكلمة (كيان) أقصد أن الإسلام ينظر إليهم ككتلة منظمة سياسية لها أهدافها ومبادئها، وهي التي تدير المعركة مع الأطراف الأخرى. أما الأفراد فلم يلفت الإسلام النظر إليهم بهذه الصورة وإنما أمرنا ببرهم والعدل معهم ما لم ينضموا للكيان بأهدافه المعهودة. قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 82، 83]. وقال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الممتحنة: 8].

      ومع هذا لا يعدّ الإسلام المعركة قائمة أو مفروضة على الآخرين لأنهم غير مسلمين! فهذه حرية ضمنها الإسلام وإنما يعلن القتال بناء على ردّ العدوان، وضمان حرية العبادة للجميع!

     قال تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256]. وقال: وقال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99]

    فيفهم من هذا أن الدين محرك وموجه ومحرض لدى الجميع من مسلمين وغير مسلمين! ولكن المعتدي هو الذي يتسبب بنشوب الحرب!

      قال تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [البقرة: 194]. وقال: { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة: 190]

      الدين يعطينا تصورات عن أمم تعيش معنا لا لاستباحتها وإنما للحذر منها وفهمها! ومعرفة طريقة التعامل معها. قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]

     وبالتالي عندما تنشب أي حرب يستغل كل الأطراف الجانب الديني لكونه كما أسلفت المحرك والمحرض والمشير إلى ما تكنه القلوب.

      وهنا سجل التاريخ عدل المسلمين وقدرتهم على التعامل والعدل مع من يكرهون دينه بينما لم يسجل عدل الآخرين مع المسلمين.

      وأما ما نراه من تحالفات في هذه الأيام وغيرها فمن الطبيعي أن التحالفات والمحاور تقوم بناء على ما يريح النفس والقلب وبناء على العدو المشترك، وإن فرضت أحيانا المصالح ـ لفترة صعبة ـ تحالفات أخرى.



المرئيات

الصوتيات

ألبوم الصور

تداعت عليكم الأمم